![]() |
. . في نذرولوبيا أخطر ما يحدث ليس أن أفقد إيماني بل أن أفقد الأمان فيمن يُمثّله على الأرض !! فتصبح كلمة الله صدىً بلا صوت يتردد على ألسنة تاهت عن ملامح الرحمة وما عادت تزرع في القلب بذور الرجاء !! . . |
. . هل يكون الشك عبادة حين يخرج من قلبي الخائف ؟ أخشَى أن أكون قد أحببت الله على خطأ حين تلتبس معاني العهد ويصبح سؤالُ الوفاء وحيدًا يتردد في أعماق ذاتٍ تائهة بين : الأمل والريبة !! كأني أسيرُ على حبلٍ رفيعٍ من نورٍ وظل بين نذرٍ لا يُنسى وشكٍ يأكلني بهدوءٍ لا يُسمع !! . . |
. . ومن نذر طويل المدى وليس تمردا سأظل أبحث عن الله رغم صمت من يتحدثون باسمه .. وأن أتمسك بصورة الله في داخلي رغم أن بعض من يُنادون به تركوني أنزف على باب الرحمة دون أن يفتحوا لي !! أنا لا أنكر الله سبحانه . لكنّي لم أعد أراه في الوجوه التي كنت : أظنها تعرف الطريق إليه .. . . |
. . حين كنتُ صغيرًا كنتُ أرى الله في صدور الطيبين .. أما الآن فأبحث عنه في ممرات الصمت لأن الوجوه التي عرفته : غــــابـــــت !! . . |
. . وسأبقى أبحث عن الله في الأفعال التي كان يجب أن تهديني لكنها تركتني أتآكل وحدي باسمه !! وأتشبّث بصورة الله التي نشأتُ عليها رغم أن الأيادي التي رفعتها يومًا باسمه كانت أول من دفعتني بعيدًا !! وأظل مؤمنًا في عالمٍ لا يعترف بإيمانٍ لا يُقال على المنابر ولا يُصفّق له أحد ، إيمانٍ ينادي من الداخل ولا يجيبه أحد !! . . |
. . لقد كانت أولى الكلمات التي نطقتها في طريق التعلم: ( بِسم الله الرحمن الرحيم ) ثم تلتها ( الحمد لله ربّ العالمين ) وكان القلب يظنّ أن كلّ ما يأتي من بعدها سيشبه هذا النقاء!! وفي التعليم ردّدنا ( سارعي للمجد والعلياء) وغنّت أرواحنا ( طلع البدر علينا ) فامتلأ الداخل بفكرة أن : الوطن، والدين، والنشيد، والنور كلها وجوهٌ للرحمة ذاتها وجوهٌ لا تُخطئ من ربّت القلب على الفاتحة لكنّ الخمسين عامًا مرّت ولم يبق منها اليوم سوى رقمٍ أصمّ لا يدلّ على عُمق ولا يُسجّل انتماء !! . . |
. . ليست كل المعارك تُخاض أمام أحد بعضها يحدث في منتصف الليل حين يجلس صدري فوق قلبي ويبدأ العدّ العكسي للتفكّك .. أستيقظ وقد فقدت : لوني صوتي إيماني بالثبات !! ثم أمضي اليوم وأنا أمثّل أني حي !! . . |
. . وأصبحت أرى سكرات الفرح التي لا تأتي راكعةً كما توهّم المجتهد ولا باكيةً كما ترجّاها الموجوع .. بل تأتي متأخرة !! تتعثّر بخطواتها نحو جسدٍ أنهكته الرجفة ونفسٍ علّمتها الحياة أن تتهيّب حتى الضوء لئلا ينطفئ أمامها فجأة !! تتسلّل خائفة إلى قلبٍ نزفَ كل أشكاله القديمة ، قلبٍ لم يعد يملك ترف التصديق ولا طاقة للترحيب بنبيٍّ منسيّ جاء متأخرًا خمسين عامًا !! . . |
الساعة الآن 01:57 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.