![]() |
. . وما زال متحف الصبر يستقبل كل ليلة قطعةً جديدة : نظرة لم تُفهم رجاء لم يتحقق وذكرى لم تندمل !! ويشهد أنني رغم كل ذلك لم أترك العهد !! وفي كل مرحلة من حياتي كنت أظن أن : ( الفرَج قريب ) لكنه لم يأتِ كما تخيّلت .. جاء على شكل حكمة ، لا على شكل عدل !! على هيئة طمأنينة لا تشرح شيئًا ولكنها تطلب مني أن أسكت .. . . |
. . الأمر يخصّني تمامًا يمسّ العهد الذي لم أنطقه لأحد لسنوات طويلة لأني كنت أقدّسه .. لكنني ذات مساء تكلمت !! حاولت أن أشرح شيئًا لم أشرحْه من قبل ظننت أن وضوح الحقيقة سيكون رحيمًا أنهم حين يسمعونني سيشعرون بما أحمله أو على الأقل يصدقونه !! لكن ما حدث؟ ابتسموا أو سخروا أو شككوا في عقلي وفي نيّتي وفي اللهفة التي تلبّستني !! عُدت إلى صمتي مذعورًا غسلت فمي من الكلمات ونسيت أنني كنت أتكلم دفاعًا عن : جزء من ديني الشخصي ، عن عهدي الذي لا يُفهم عن نذرٍ لم يُعلن لكنه يقودني منذ زمن !! كأنّ النطق كان ذنبًا لا يُغتفر وغسلته بالندم !! . . |
. . تمر السنوات وكلما حاولت أن أبني يقيني ظهر لي شكٌّ جديد !! هل الخنوع حكمة ؟ هل الانكسار توكّل ؟ هل الطيبة قناعة أم عجز ؟! ثم أسأل نفسي : هل هذا ما نذرته فعلًا ؟؟! أم أنني فقط نجوت بالصبر ولم أجرؤ على الغضب ؟ . . |
. . ولكن لا تنتهي الطقوس حين نصمت بل تبدأ حين يُسلب منّا حق السؤال عن الرحم ، عن الله ، عن أنفسنا !! ولماذا أُمنَع من محبة من أوصاني الله بوصلهم؟؟! بعد الطقوس لا نكفر .... لكننا نُعاقَب لأننا فكّرنا أن نعانق قبر أبٍ أو قبر أمٍّ بلا تصريح !! في هذا الشكل الجديد من النذر نحمل عهدًا لا نملك سدادَه ، لأن الرحم محجوب والقانون لا يسأل عن النية !! هذه نذرولوبيا : حين يصبح الوفاء لله أصعب من الحرام .. . |
. . كنتُ أظن أن العدالة تعني الإنصاف حتى صار القانون هو الحاجز بيني وبين من أحببتهم .. نذرت ألّا أُسيء لكن بندًا قانونيًا أساء عني وقطع صلتي بدماءٍ كنت أرتجف لرؤيتها !! لم أملك سوى صدق النية الصدق الذي لا يُدرج في المستندات ولا يُفهرَس في لوائح الاتهام !! هذا هو العجز : أن يُحاكم قلبك ، دون أن يُسمَح له بالكلام !! . . |
. . أحيانًا أشعر أنني أبتعد عن ذاتي الأولى !! أنا لست كما كنت .. النذر غيّر خارطة عواطفي أعاد رسم أولوياتي ، وشوّه البراءة في انفعالاتي كأنّي نضجت بالقوّة لا بالزمن !! . . |
. . يـــــــــــــــــــــا الله إنك تعلم كيف أُحبك وكم أخافك وكم أرتجف من ألاّ أُحسن حبك .. تعبت وأنا أخاف أن أكون في الطريق الخطأ أن أكون قد دفنت عمري وأنا أُفتش عنك وأنت تنتظرني في مكانٍ آخر .. هل تقبلني الآن؟ رغم الضياع ، رغم القلق ، رغم خيبتي من نفسي هل ستقول لي : نعم ، لقد كنت تعرفني رغم كل هذا التيه ..؟؟!! . . |
. . الله لا يؤذيني لكن من يرفعون اسمه على ألسنتهم يصنعون له في عيني قسوةً غريبة ثم يلومونني بصمتٍ ثقل حين تتلعثم كلماتي وأنا أناديه !! . . |
الساعة الآن 03:35 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.