![]() |
. . يــــااااا رب إن ضعُف وفائي فلا تُسقطني من عين رحمتك وإن صبرتُ ولم أفهم السبب فاحتسب لي الصمت عهدًا لم أبح به إلا لك .. وإن وفيتُ فاجعل فرحي بلقائك أعظم من فرحي بنفسي واجعلني ممن يقولون في الخاتمة : وفيت يا رب وإن تأخّرت !! . . |
اقتباس:
. . أعيد ترتيب سكوني كل فجر كأنني أجمع شتات نذرٍ خُطّ في العتمة !! أُقيم طقسًا لا يراه أحد طقسًا يُشبه الوضوء قبل صلاةٍ لا يؤمّها سواي ويُشبه السجود لمن لا ينتظر الشكر .. ويُشبه الوعد حين لا يُسمع لكنه يُراقب !! هكذا أبدأ يومي : بخشية لا تُرى وبوفاءٍ لا يُكافأ وبعهدٍ لا يُخلف لأنه لله وليس للبشر .. . . ولما سبق طقوسُ متعبة جدا .. . |
. . حين كان العهد أكبر من عمر من نطق به وُلدت أول طقوس النذر في غياب الأب لا كلمات ، لا يد على الرأس ، لا تفسير !! فقط فراغٌ مقدّس أصبح لاحقًا أول معبد في القلب .. كنت طفلًا لا يعرف عن العهود سوى أن الغياب مؤلم وأن الله وحده كان يسمع بكائي دون أن يجيب بكلمة !! وحين طالت القسوة ظننت أن الصبر جزء من شروط البقاء وأن الوفاء لله يمرّ عبر وجع لا يُشكى .. . . |
. . لم أختر الدموع !! اخترت الطقوس لأصنع صمتي الخاص وأرتب الغياب فوق رأسي كأنه تاج !! بدأت في تعلّم العبادة الطفولية : دعاء بدون صوت رجاء لا يُقال وخوفٌ دائم .. من كسر شيء لا يُرى !! . . |
. . الطقس اليومي؟ زيارة متحف شيّدته من نسيج الخيبات !! فيه وجه الأم ، وظل الأب ، وصورة لرغبة لم تُنطق فيه الحلم معروضًا كقطعة نادرة في قفص زجاجي !! وفوقه بطاقة : * هذا الحلم نُذر لله… لكنه لم يتحقق بعد * وكلما مر عام أضيفت إلى المتحف صخرة جديدة من الصبر نَظَرات أصدقاء غادروا ، دعوات لم تُستجب وسؤال لم يُطرح بصوتٍ عالٍ : هل تأخّر الله ؟! أم أنا من صمتُ أكثر مما يجب ؟ . . |
. . وعندما كبرت على طقوس العهد لم أعد أنتظر الفرج بل أصبحت أطلب شيئًا آخر : أن يحسب لي هذا الصمت أن لا تُنسى هذه الطقوس في سجلات السماء !! . وفي ذروة الكهولة عندما يصبح البكاء ترفًا تخرج من المتحف صرخة ليست ضد الله !! بل ضد هذا العالم الذي علمه الوفاء ثم لم يفهم لماذا أوفى وحده !!؟ طقوس العهد ليست تلاوة هي نحتٌ مستمر على جبهة العمر حتى إذا رأى الله هذا النحت يومًا قال : •عرفتك من صبرك ، لا من صلاتك * . . العهد : هو صبرًا عمره خمسون عامًا لا أحد شهِد عليه سوى الله !! . |
. . المؤلم : أن الصبر أحيانًا يشبه المتحف أضع فيه كل ما تحمّلته ، لأني لا أملك مكانًا آخر للوجع !! ( متحف الصبر ) لا يُزار بل يُسكن أفتحه كل فجر أمر على الوجوه التي غابت على الأحلام التي لم تكتمل على الصلوات التي قلتها دون أن أفهم جوابها !! وفي الزاوية : لوحة لحلم قدييييييييم لم يتحقق لكني لم أجرؤ على حذفه من المعرض .. ربما لأني وعدت الله به أو لأني خفت أن يكون الوفاء مشروطًا بعدم نسيانه ! . . |
. . ولمّا فتحتُ أبواب متحف صبري للحظة ظننت أن من يرى الجراح سيحترم صمتها لكنهم دخلوا بأحذيتهم !! وسألوا بأسلوب بارد : هل هذا كل شيء؟! فأغلقتُ المتحف ومسحت الغبار عن اللوحات بنفسي وأقسمت ألا أفتحه للزيارة مجددًا !! فأصبحت أسيراً لـ : طقس الصمت وهو أشد الطقوس إيلامًا !! لأنه لا يُمارَس الا هربًا من الذين لا يصدّقون النذر إلا إن كان مكتوبًا على ورقٍ ومُختومًا بالدم !! . . |
الساعة الآن 01:57 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.